حكاية البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر FOSS

حكاية البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر FOSS


رغم انتشار البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر ليس فقط بين المستخدمين العادين ولكن ايضا علي مستوي الدول و الشركات والمؤسسات الكبري  إلا إن الكثيرون لا يعرفون ماذا يعني هذا المصطلح حتي بين مستخدمي هذا النوع من البرمجيات و هناك من يعتقد أن هذه البرامج مصنوعة بلغة برمجية مختلفة أو ضعيفة وقد لا تفي بمطالبه وهناك من يعتقد ان هذه البرمجيات بالضرورة برمجيات مجانية .


ولذا كان لزاما علي المهتمين ايضاح هذا المصطلح للكافة لما تمثله هذه النوع من البرمجيات من أهمية وضرورة عملية وعلمية للكثيرين وهذا بالطبع  ما  تكفل به الكثيرين من الكتاب والمتخصصين ولقد حاولت جاهدا قدر الإمكان تلخيص وجمع كل ما وقع تحت يدي في هذا الصدد من معلومات الذي ارجو ان يكن اضافة جيدة .


تبدأ حكاية البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر بداية من السبعينات حيث كانت روح التشارك هي السائدة بين مطوري البرمجيات حتى نهاية عقد السبعينيات حيث انتشر نظام تشغيل  باسم Unix  يونكس وما لبث أن انتشر هذا النظام في العديد من القطاعات كالمؤسسات الحكومية والجامعات ومراكز الابحاث .


كان هذا النظام حرا حيث أنه لم يوجد في هذه الفترة من التاريخ  البرمجيات مصطلح برمجيات مملوكة أو برمجيات حرة حيث كان كل البرمجيات في هذا الوقت حرة ويمكن لأي شخص كان الحصول على المصدر البرمجي للبرامج أو حى نظام التشغيل نفسه لكن مع مرور الوقت وفي الثمانيات وتحديدا سنة 1983 قررت شركة AT&T الشركة المالكة لنظام يونكس التوقف عن اتاحة الشفرة البرمجية للنظام وتوجب علي أي جامعة أو شركة تريد نسخة من النظام أن تطلب ترخيص استعمال .


هذا التصرف كان يتماشى مع الاتجاه العام في هذا الوقت وعليه و منذ هذا الوقت أصبحت كل الشركات تُنتج برمجيات مقيدة مغلقة المصدر.


مما أضطر البروفيسور ريتشارد ماثيو ستالمن Richard Matthew Stallman   الاستاذ بمختبر الذكاء الصناعي في معهد مساشوسيتس للتكنولوجيا MIT    أحد أهم داعمي البرمجيات الحرة  والذي قرر وقتها اتخاذ خطوة فعلية لتوفير نظام حر بالكامل لا يتحكم فيه أحد ونتج عن ذلك ولادة مشروع جنو   GNU Project الذي هدف لانتاج نظام تشغيل حر يشبه يونكس وقد بدأ مشروع جنو سنة ١98٤.


وفي سنة ١985 أنشاء البروفيسور ريتشارد ستالمن مؤسسة غير ربحية مهمتها تقديم الدعم التنظيمي والقانوني والمالي لمشروع جنو والبرمجيات الحرة سماها مؤسسة البرمجيات الحرة Free Software Foundation
وفي سنة 1991 قدم الطالب لينوس تورفالدز نظام تشغيل حر سمي بإسمه linux حيث كان تصميم لينوكس أفضل بكثير مما كان موجود من نظم تشغيل . جاءت نواة لينوكس بتصميم متميز ، فإحتضنه الجميع و أنشئ نظام التشغيل المعروف باسم جنو- لينوكس .


انتشرنظام جنو- لينوكس و تطور جدا بفضل نشر شيفرته المصدرية على الانترنت مما فتح المجال أمام العديد من الهواة و المطورين و الطلبة إلى إكتشاف الأخطاء و تصحيحها . وهكذا إزدادت شعبية لينوكس لتتجاوز شعبية يونكس وتحتل مكانته بين الأنظمة الرائدة آنذاك . في أواخر التسعينات تم تسمية هذه البرامج بالبرامج الحرة


مع عودة انشار البرمجيات الحرة في التسعينات ووصولها ليس فقط للمسخدمين العادين  بل أيضاً لقطاع الأعمال والتجارة ظهرت مشكلة بسبب التباس في اللغة الانجليزية حيث أن كلمة Free  تعني "مجاني" وتعني أيضاً "حر" فظهرت حركة تدعى مبادرة المصدر المفتوح  Open Source Initiativeوجاءت هذه المبادرة بالدعوة لاستخدام مصطلح Open Source  عوضا عن كلمة Free  لان الكثير من الاشخاص يختلتط عليهم الامر وخصوصاً قطاع الأعمال. ولكن مبادئ المصادر المفتوحة اتخذت منحى آخر بخلاف المشكلة اللغوية، حيث أصبح لديها فلسفة وأفكاراً خاصة غير فلسفة البرمجيات الحرة .


الفرق بين البرمجيات الحرة و المصادر مفتوحة؟


تعرف ويكبيديا برمجيات الحرة علي أنها البرمجيات التى يمكن استخدامها و دراستها و تعديلها لأي غرض دون قيود، و كذلك نسخها و تداولها مُعدّلة أو غير مُعدّلة بلا قيود. أو بقيود تضمن أن متلقيها ستكون لهم الحقوق ذاتها.


البرمجياتُ الحرةُ عموما مجانية، إلا أن بعضها قد يكون بمقابل.


الطريق المعتاد لتوزيع البرمجيات كبرمجيات حرة هو ترخيصها للمتلقي تحت رخصة حرّة، أو بوضعها في الملك العام، و نشر الشفرة المصدرية لها


أما البرمجيات مفتوحة المصدر فتعرفها ويكبيديا علي أنها البرمجيات التى يمكن للمبرمجين والدارسين الاطلاع على شفرتها البرمجية أو أكوادها البرمجية بمنتهى السهولة. كما يمكن التعديل والاضافة على هذه الشفرة وتطوير البرنامج من خلال هذه المساهمات بمنتهى الحرية.


و الفرق  بينهما غالباً فلسفي، لكن أحياناً يكون هناك فرق عملي، فبعض الشركات تصف برامجها بالمفتوحة المصدر لكن لا يمكن تسميها بالبرامج الحرة، مثلاً شركة تعرض المصدر على الزبائن الراغبين في ذلك للتأكد أن المصدر خالي من أي عيوب أو ثغرات أمنية لكنها لا تسمح باستخدامه بأي شكل أو حتى عرضه على الآخرين، أو شركة تتيح المصدر للجميع بشرط استخدامه لأغراض شخصية فقط ويمنع استخدامه تجارياً.


البرنامج الحر لا يضع مثل هذه القيود، المصدر متوفر للجميع ويمكن للجميع تعديله والمشاركة في المشروع، وبالطبع من يدير المشروع من حقه قبول ورفض أي مشاركات، الرفض قد يدفع بالبعض لنسخ المصدر وافتتاح مشروع جديد يحوي الإضافات التي رفضها المشروع الأول.


حركة البرمجيات الحرة في اساس ذات دافع أخلاقي واجتماعي، فالمهم هنا هو حرية المستخدم بغض النظر عن أي شيء آخر، بينما مبادرة المصادر المفتوحة ترتكز في الأساس على دوافع تقنية بهدف التطوير، فالوضتع الحالي يشبه شخصان يمشيان في طريق واحد ولكن لكل منهما هدف مختلف.


كل البرمجيات الحرة هي بالتالي مفتوحة المصدر ولكن و بمعني آخر  البرمجيات الحرة مؤهلة لأن تعتبر مفتوحة المصدر . تقريباً كل البرمجيات مفتوحة المصدر هي برمجيات حرة، لكن يوجد استثناءات. أولاً، بعض الرخص المفتوحة المصدر مقيدة للحريات، لذلك لا تؤهل لأن تعد رخص حرة. لحسن الحظ، برمجيات قليلة تستخدم تلك الرخص.


وكنظرة واقعية للوضع الحالي، فإن معظم الشركات التي تعمل في  إنتاج البرمجيات حرة  تتبع منهج المصدر المفتوح لأنه يناسب احتياجاتهم، فمن أشهر هذه الشركات شركة ردهات أشهر وأكبر شركة تنتج البرمجيات الحرة المتخصصة في جهة الخوادم، وشركة كانيكول المنتجة لتوزيعة أوبنتو أشهر توزيعة جنو/لينكس مخصصة للمستخدمين النهائيين.


ومن جهة أخرى، قرر البعض وكطريقة لإرضاء الجميع بأن يطلق مصطلحا يجمع الإثنين وهو البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر وكاختصار له FOSS  وهو ما نال رضاء العديد من الحكومات والمؤسسات لأنه يجمع الطرفين معا، وكذلك يوفر مصطلحا موحدا يسهل تداوله في الإعلام والوثائق الرسمية، وهو المصطلح الذي أظن أنه مناسب للاستعمال اليوم.


مصادر المقال


1- البرمجيات الحرة -ويكبيديا


2- مصدر المفتوح - ويكبيديا


3- تعليق الاستاذ عبد الميهري - حسوب


4- سلسلة تعرف علي البرمجيات الحرة : البرمجيات مفتوحة المصدر  -وادي التقنية


5- كتاب دليل البرمجيات الحرة مفتوحة المصدر لنظام ويندوز لمؤلفه أحمد أبو زيد